أثار موقف الرئاسة الفلسطينية من مجزرة المواصي في خانيونس التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني أول من أمس السبت، واستشهد فيها نحو 90 فلسطينياً، غالبيتهم من النازحين ومن بينهم أطفال ونساء، ردود فعل غاضبة فلسطينياً، واعتبر كثيرون أنّ موقف السلطة تبرير للمجزرة وإدانة للضحية.
وفي بيان مليء بالتناقضات ادعت رئاسة السلطة، مساء السبت: “رغم إدراكنا أن دولة الاحتلال لا تحتاج إلى مبررات وذرائع لتنفيذ جرائمها بحق شعبنا، إلا أنها في الوقت نفسه تستفيد من أي ذريعة تجدها لتبرير ما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحجة أنها تدافع عن نفسها، ما يجعل أي جهة تقدم الذرائع لها شريكاً في تحمل المسؤولية عما يلحق بشعبنا من مآس ونكبات على يد قوات الاحتلال”.
ودانت الفصائل الفلسطينية موقف السلطة “غير المفهوم” والمبرر للاحتلال، واعتبرت أنها مسيئة إلى الشعب الفلسطيني وتضحياته. وقال المتحدث باسم “حماس” جهاد طه، إن موقف السلطة “مخزٍ” من مجزرة المواصي لأنه يجب أن يتماهى موقفها مع الموقف الوطني الفلسطيني والحفاظ على حالة الوحدة في مواجهة حرب الإبادة، واضعاً علامات استفهام حول توقيت موقف السلطة، وخصوصاً في ظل “شلال الدم المتدفق في غزة”. وأضاف طه أنّ الأجدر بالسلطة “أن يكون موقفها أكثر التقاءً مع الموقف الوطني، وأن يحافظ على حالة الوحدة الوطنية، وأن يطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالإدانة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، لا أن تُلام الضحية”.
وأشار طه إلى أنّ “حماس” لا تزال مُصرّة على تمتين الجبهة الداخلية، ولديها انفتاح تام على الوحدة، وهي قدّمت موقفاً في بكين الشهر الماضي في لقاء ثنائي وصفه بالمثمر للتوافق على إدارة الحالة الوطنية ما بعد العدوان وتشكيل حكومة وحدة أو كفاءات، قائلاً إن السلطة تهربت من لقاء ثانٍ يجمع الكل الوطني في بكين في 23 الشهر الماضي و”هذا دليل على أنها لا تريد أن يكون هناك تماسك للجبهة الداخلية الفلسطينية”.
تساوق مع مبررات الاحتلال
من جهته، استنكر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي محمد الحاج موسى”، تصريحات ومواقف السلطة، وقال إنها “تتساوق مع المبررات التي ساقها العدو الصهيوني لتبرير مجزرة المواصي في خانيونس”. وأشار إلى أنّ “الادعاء بأن المقاومة تحتمي بالمدنيين هو عين ما تروّج له الدعاية الصهيونية من ادعاءات كاذبة لتبرير جرائمها”، موضحاً أن العدو لم يقدّم دليلاً واحداً على ادعاءاته، لكن من المخجل أن يتبنّاها طرف فلسطيني ويروّج لها وكأنها حقائق.
وشدد الحاج موسى على أنّ “ما ارتكبه العدو جريمة حرب موصوفة، وادعاءاته بوجود أحد قادة المقاومة لا تعطيه أي شرعية أخلاقية ولا قانونية، بل يؤكد أنه استهدف المدنيين وارتكب جريمته عن سبق إصرار وتصميم ونية مبيّتة”. وذكر كذلك أنّ “البيان الرئاسي الذي صدر عن السلطة الفلسطينية حول مجزرة المواصي وما سمعناه في وسائل الإعلام من تصريحات على لسان أكثر من مسؤول، يثير الشكوك حول محاولات استدراج الشارع الفلسطيني إلى معارك داخلية لا يستفيد منها إلا العدو وحده، ولا سيما في الوقت الذي يدين فيه العالم أجمع الجرائم وحرب الإبادة التي يرتكبها العدو بحق شعبنا”، داعياً إلى انخراط الجميع في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والسلطة إلى الخروج من وهم الرهانات الفاشلة.وشدد الحاج موسى على أنّ “ما ارتكبه العدو جريمة حرب موصوفة، وادعاءاته بوجود أحد قادة المقاومة لا تعطيه أي شرعية أخلاقية ولا قانونية، بل يؤكد أنه استهدف المدنيين وارتكب جريمته عن سبق إصرار وتصميم ونية مبيّتة”. وذكر كذلك أنّ “البيان الرئاسي الذي صدر عن السلطة الفلسطينية حول مجزرة المواصي وما سمعناه في وسائل الإعلام من تصريحات على لسان أكثر من مسؤول، يثير الشكوك حول محاولات استدراج الشارع الفلسطيني إلى معارك داخلية لا يستفيد منها إلا العدو وحده، ولا سيما في الوقت الذي يدين فيه العالم أجمع الجرائم وحرب الإبادة التي يرتكبها العدو بحق شعبنا”، داعياً إلى انخراط الجميع في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والسلطة إلى الخروج من وهم الرهانات الفاشلة.