“تحت الأنقاض أهوال لا توصف”.. “الغارديان”: حصيلة 40 ألفاً لا تروي القصة الكاملة

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية أنّ “حصيلة 40 ألفاً المعلنة لا تروي القصة الكاملة”، في إشارة إلى العدد المعلن للشهداء منذ بدء العدوان المستمر على قطاع غزة، مؤكدةً، في تقريرٍ استند إلى مصادر طبية وشهاداتٍ حية وتوثيقات مختلفة، أنّ “أنقاض غزة تخفي أهوالاً لا توصف“.

ويمثل عدد الشهداء الذي أعلنته السلطات الصحية في قطاع غزة، والذي تجاوز 40 ألفاً بعد عشرة أشهر من العدوان الإسرائيلي على القطاع، 2% من سكان القطاع قبل الحرب أو واحداً من كل 50 من السكان.

ونقلت الصحيفة عن مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب مروان الهمص أن هذا الرقم يشمل فقط الجثث التي تم استلامها ودفنها، مشيراً إلى أنه يجري اختبار إجراءات جديدة، لم تتم الموافقة عليها بعد، لإدراج المفقودين أو المعروف أنهم تحت الأنقاض في قوائم الشهداء.

وبحسب الهمص، فإنّ  نحو 10 آلاف من ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية ما زالوا عالقين في المباني المنهارة، بسبب قلة المعدات الثقيلة أو الوقود اللازم لحفر الأنقاض الفولاذية والخرسانية بحثاً عنهم.

شهداء لم تقتلهم القنابل ولا الرصاص

وإضافة إلى المفقودين والشهداء المحتجزة جثامينهم تحت الأنقاض، يتحدث الهمص عن شريحة أخرى من الضحايا الذين تستثنيهم البيانات الرسمية، رغم استشهادهم بسبب تأثيرات الحرب غير المباشرة من أمراض وجوع وانهيارٍ لنظام الرعاية الصحية، مؤكداً تشكيل لجنة لإحصاء هؤلاء ستبدأ عملها فور انتهاء الحرب.

وعلى مدى الأشهر الـ10 الماضية، تسببت الحرب بنزوح جماعي إلى الملاجئ المزدحمة والخيام المؤقتة وبالجوعى مع تناقص شحنات المساعدات والنقص المزمن في المياه النظيفة، وتفاقم أزمة الصرف الصحي، فضلاً عن تعرض المستشفيات للقصف والحصار، وقطع إمداداتها من الأدوية والمعدات والوقود، وتعرض طواقمها الطبية للقتل أو الاحتجاز، وترك عنابرها مكتظة بالمرضى.

شهادات من قلب المجزرة المستمرة

داليا حواس البالغة 24 عاماً، وابنتها منى البالغة 10 أشهر، لم يتم إدراجهما ضمن قائمة شهداء قطاع غزة، رغم استشهادهما معاً في غارة جوية دمرت المبنى الذي تقيمان فيه في قطاع غزة في شباط/ فبراير الماضي، لأن جثتيهما كانتا محاصرتين على عمق كبير تحت الأنقاض، بحيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهما.

والدة داليا، فاطمة حواس، تحدثت للصحيفة عن شعورها بالاختناق كلما فكرت في ابنتها الشابة، خريجة الأدب العربي، التي كانت تحب القراءة وتحلم بأن تصبح معلمة، لأنها عجزت بعد رحيلها عن استعادة جسدها لدفنه بشكل لائق.

ومن آلاف الشهداء الذين لم يظهروا في القوائم المعلنة، هانيا أبو سمرة البالغة 75 عاماً، وابنها عدنان أبو سمرة البالغ 59 عاماً.

حفيدة هانيا، رانيا أبو سمرة، روت للصحيفة كيف انهارت جدتها أمامها في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بعدما أجبرت الأسرة على الانتقال سيراً على الأقدام من شمال القطاع إلى جنوبه في يوم واحد، إثر إصدار “جيش” الاحتلال أمراً بإخلاء المنطقة لعجزها عن تأمين أي من وسائل النقل.

أما والد رانيا، عدنان، فقد توفي بعدوى في الصدر بعد أقل من ثلاثة أشهر، بعد رفض المستشفيات المكتظة استقباله عدة مرات.

وقالت رانيا إن والدها، الرجل النشيط الذي تمكن قبل الحرب من التعامل مع إصابته بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، أتلف رئتيه  الشتاء الذي قضاه من دون تدفئة في ملجأ بلاستيكي مؤقت، مع تعرضه للدخان الناتج من الطهو على النيران المصنوعة من الخردة والبلاستيك. وحين استطاع الطبيب معاينته، كان الأوان قد فات.

وصرّحت رانيا للصحيفة أنها متأكدة من وجود الآلاف مثل والدها، ممن لا يعرف أحد تفاصيل حالاتهم ولم يتم إدراجهم ضمن شهداء الحرب”، مضيفةً: “لا تفكروا فيهم كأرقام فقط. كانت لديهم حياة ليعيشوها، وكانت لديهم عائلات وأصدقاء، لكنهم غادروا حتى من دون قول وداعاً“.

مخالفةً ادّعاء الاحتلال.. الأمم المتحدة: الأرقام موثوقة

وبخلاف التشكيك الإسرائيلي في عدد الضحايا الذي تقدّمه السلطات في غزة بذريعة أن الحكومة تابعة لحركة حماس، فقد أكدت الصحيفة أنّ الأطباء والموظفين المدنيين الذين يديرون المستشفيات والنظام الصحي في قطاع غزة لديهم سجل موثوق به من الحروب السابقة.

وأوضحت الصحيفة أن القوائم الخاصة بالضحايا التي وضعها محققو الأمم المتحدة بعد جولات القتال المتكررة بين العامين 2009 و2021 تتطابق بشكل كبير مع قوائم الضحايا المعلنة في غزة.

وذكّرت الصحيفة بتصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الذي قال: “للأسف، لدينا تجربة حزينة في التنسيق مع وزارة الصحة بشأن أرقام الضحايا كل بضع سنوات. وقد أثبتت أرقامهم أنها دقيقة بشكل عام“.

وأكدت الصحيفة أنه بحلول منتصف آب/أغسطس الجاري، تم التعرف إلى 32280 جثة من ضحايا الحرب بالاسم، معظمهم يمكن تصنيفهم مدنيين حكماً بسبب أعمارهم أو جنسهم (10627 طفلاً و5956 امرأة و2770 مسنًا)، فيما شمل المدنيون الآخرون الذين تم إحصاؤهم 168 صحافياً و855 موظفاً طبياً و79 مسعفاً.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما يزيد على 20 ألف من الشهداء الذكور ممن هم في سن القتال هم أيضاً مدنيون.

وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة الضحايا من المدنيين عالية للغاية تاريخياً، وغير مسبوقة في الصراع المستمر منذ عقود بين الفلسطينيين و”إسرائيل”، لافتةً إلى سقوط القنابل الضخمة يومياً على قطاع غزة، وآخرها استهداف مدرسة تحولت إلى ملجأ بغارة جوية.

ورأت الصحيفة أن على الناجين من الموت في قطاع غزة التعامل في وقت واحد مع حزنهم على أحبائهم الراحلين، ومع صدمة العيش في ظل الموت والتهديد المستمر بهجوم آخر.

ومن هؤلاء “الناجين”، علي عباس، الذي دمرت غارة إسرائيلية منزله في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من دون أمر إخلاء أو تحذير مسبق، فقتلت ولديه فاطمة (17 عاماً) وعمر (5 أعوام)، وشقيقه، وابنتي اخته، وإحداهما كانت تبلغ 20 يوماً فقط.

وأشارت الصحيفة إلى إخفاء الخبر عن علي، الذي أصيب بجروح بالغة وبقي أسبوعين في غرفة العناية المركزة، لافتةً إلى أنه عندما أُبلغ بذلك، حاول فصل جميع الأنابيب التي تبقيه على قيد الحياة، وهو يعيش  الآن مع من تبقى من عائلته في خيمة.

وبحسب الصحيفة، تبدو الخيمة خياراً ملائماً لطفله الذي بات لديه رهاب المباني والجدران بعد انهيار المبنى فوق العائلة عندما تم قصفه وانتشال الطفل من تحت الأنقاض، مؤكداً أنه يستيقظ دائماً على صراخه، بحيث يعاني من كوابيس بأنه لا يزال تحت الأنقاض ويتوسل: “ساعدوني، ساعدوني على الخروج، من فضلكم“.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

لا تنسى الاشتراك في أخر الاخبار ليصلكم كل جديد

Scroll to Top