محمد جابر أبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة، من مواليد مخيم نور شمس وينتمي لعائلة مهجرة من حيفا في نكبة 1948.
قد استشهد أبو شجاع و4 آخرين اليوم في اشتباكات مع قوات الاحتلال بمخيم نور شمس.
بدأ مقاومة الاحتلال في وقت مبكر من حياته، وتعرض للاعتقال أول مرة وهو في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار.
المولد والنشأة
ولد عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وينتمي لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا عام 1948، فترعرع بالمخيم بين أفراد عائلته وهو الأوسط بين 5 أشقاء.
الدراسة والتكوين
درس أبو شجاع مراحله التعليمية الأولى بمخيم نور شمس، لكنه لم يتمكن من إكمال دارسته بسبب ظروف قاهرة.
نشاط مبكر واعتقالات
شارك أبو شجاع في الأنشطة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي وهو لا يزال في سن مبكرة من عمره، فتعرض للاعتقال في السجون الإسرائيلية وعمره 17 عاما.
ثم اعتقل مجددا لمرتين إضافيتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
تأسيس كتيبة طولكرم
كان محمد جابر أبو شجاع أحد مؤسسي كتيبة طولكرم في مارس/آذار 2022 إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، فتولى قيادتها بعد استشهاد أبو لبدة في 2 أبريل/نيسان من العام نفسه.
وتحت قيادته توسعت الكتيبة فضمت إلى صفوفها مزيدا من الشباب المقاوم، حتى قُدر عدد عناصرها في سبتمبر/أيلول 2022 بحوالي 40 فردا مجهزين.
وتتبع الكتيبة رسميا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكنها تميزت بضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة.
وفي فبراير/شباط 2023 ضمت فصيل “مجموعة الرد السريع”، الذي أسسه الشاب المقاوم أمير أبو خديجة، وهو فصيل يحمل شعار كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وظلت الكتيبة على تنسيق عال مع كتائب ومقاومين في نابلس وجنين وغيرها، ومع أنها تتمركز في مخيم نور شمس لكنها نفذت عمليات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وشملت عملياتها العسكرية استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، والتصدي لاقتحامات طولكرم ومخيم نور شمس.
كما طورت أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى تطوير وحدات الرصد والدعم اللوجستي التي تعمل جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية.
يصنف أبو شجاع من طرف الإحتلال الإسرائيلي بأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية”، كما يصفه الإعلام العبري بأنه شجاع وأنه أحد المطلوبين الكبار للكيان.
وهذا ما جعله يتعرض لعدة محاولات اغتيال دبرها الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن الملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية بموجب قوانين السلطة الوطنية الفلسطينية التي تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية.
ولم تسلم عائلة أبو شجاع من الاستهداف، حيث فقد شقيقه محمود خلال اقتحام الاحتلال مخيم نور شمس، واعتقل شقيقه الأكبر عدي عدة مرات، إضافة إلى شقيقه الأصغر أحمد.
كما فجّر الاحتلال منزل عائلته بشكل كامل، وجعلها مشردة، ونزحت إلى منازل الجيران والأقارب في المخيم مع كل اقتحام.
في 19 أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال أبو شجاع بعد قصف منزل بمخيم نور شمس كان يتحصن فيه رفقة مجموعة من المقاومين، في عملية جرت بمشاركة قوة من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وحرس الحدود.
كما نعته مساجد طولكرم، وقال والده سامر جابر إن كل المعلومات والمؤشرات تؤكد استشهاده بعد اشتباكات ضارية دامت 50 ساعة، إلا أن الكتيبة نفت ادعاء الاحتلال، وسرعان ما ظهر أبو شجاع وهو يمتشق بندقيته في موكب لتشييع الشهداء بطولكرم في 21 أبريل/نيسان 2024 متحديا الاحتلال التي ادعى اغتياله.
وقال أبو شجاع في تصريحات للصحفيين “رسالتنا للاحتلال أننا نتحداه، ونحن على درب الشهداء، والحالة الوطنية لن تنتهي حتى النصر”. وأضاف نحيي المجاهدين في كل مكان في الضفة وقطاع غزة والشتات، ونتمنى من جميع الشرفاء ألا يخذلونا“.
الأهالي ينفرون لحمايته
في يوم 26 يوليو/تموز 2024 تمكنت حشود من المواطنين الفلسطينين من إخراج أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، بعد حصار الأجهزة الأمنية الفلسطينية له ومحاولة اعتقاله.
وتجمعت الحشود إلى المستشفى بعد دعوات من فصائل المقاومة للنفير وفك الحصار عن القائد الميداني الذي كان يتلقى العلاج إثر إصابته في انفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تصنيعها.
وقبيل إخراجه وقعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وأجهزة الأمن، التي ألقت قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريق حشود المدنيين.