يشهد كيان الاحتلال الإسرائيلي إضرابا عاما تضامنا مع ذوي الأسرى في غزة ورفضا لعرقلة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إبرام صفقة تبادل الأسرى. وبالتوازي أعلنت عائلات الأسرى تنظيم مظاهرات اليوم في 32 نقطة بكيان الاحتلال. يأتي ذلك بالتزامن مع مطالبات من داخل الحكومة والمعارضة الإسرائيلية لإبرام الصفقة ولو كان ذلك مقابل تلبية كل طلبات حركة حماس.
عودة ست جثث لأسرى إسرائيليين في قطاع غزة هز الساحة الداخلية في كيان الاحتلال وأدى لاطلاق حملة تضامن واسعة مع عائلات الأسرى وتلبية دعوات للتظاهر شارك فيها نحو سبعمئة وسبعين ألف شخص في تل أبيب ومدن أخرى وسط إغلاق مفارق طرق عدة وتعطيل للأنشطة الاقتصادية بغرض الضغط على حكومة رئيس الكيان بنيامين نتنياهو للمضي قُدماً في صفقة تبادل الأسرى.
ويعد هذا الحراك أمرا غير مسبوق منذ بدء العدوان على غزة خاصة وأن الاتحاد العمالي العام الهستدروت انضمّ إلى الدعوة، وأعلن الإضراب العام وتعطيل الاقتصاد بما يشمل العديد من المؤسسات والوزارات وصولا لإغلاق مطار بن غوريون.
وقال رئيس الهستدروت، أرنون بن داود، ان “سيكون الاقتصاد الإسرائيلي بأكمله في إضراب شامل إذ يجب أن نتوصل لاتفاق لأنه أكثر أهمية من أي شيء آخر فالصفقة لا تتقدم لاعتبارات سياسية وهذا أمر غير مقبول“.
بدوره طالب وزير الحرب في الكيان يوآف غالانت، المجلس الوزاري المصغّر إلى التراجع عن قرار إبقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا الذي يُعدّ احد أهم الشروط التي تمنع الاتفاق على صفقة تبادل أسرى. مشيراً إلى أنه قد فات الأوان بالنسبة إلى الأسرى الذين قُتلوا بدم بارد وأنه لا بد من إعادة الباقين.
هذا ويعزّز تضامن الساحة الداخلية، غير المسبوق، من فرص المعارضين لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أحبط إلى الآن كل جهودهم الرامية إلى إنهاء الحرب. وفي هذا السياق أكد زعيم المعارضة يائير لابيد الذي انضم لتظاهرات ذوي الأسرى أن نتنياهو اخترع عقبة محور فيلادلفيا لإحباط التوصل إلى صفقة وحماية حكومته من السقوط.
أما ابرز ما يميز الحراك الراهن هذه المرة أنه يأتي على خلفية احتجاجية ضدّ الحكومة وتحميلها مسؤولية مقتل الإسرائيليين الستة وغيرهم ممن سبق أن أُعلن مقتلهم، مع التأكيد على أن السبب الذي منع بلورة اتفاق تبادل أسرى يعيد هؤلاء وغيرهم أحياء، هو المصالح الشخصية الضيّقة للمسؤولين في الحكومة وعلى رأسهم نتنياهو.