وصف جيش الاحتلال أحداث اقتحام القواعد العسكرية من قبل مستوطنين بأنها ضربة لأمن الكيان الإسرائيلي، فيما اعتبرها محللون بداية النهاية لتل أبيب.
وصف جيش الاحتلال الاسرائيلي أحداث اقتحام القواعد الاسرائيلية من قبل مستوطنين ليلة أمس بأنها ضربة لأمن الكيان فيما اعتبره محللون بداية النهاية لدولة إسرائيل، فيما وصلت تداعيات الأحداث إلى المجال الاقتصادي حيث أعلنت كبرى شركات الطيران العالمي إلغاء رحلاتها من وإلى تل ابيب بسبب التوترات الأمنية.
صورة الانهيار والتفكك بدأت تتأصل في نسيج الكيان الإسرائيلي، إذ لم تكد تنته أزمة تجنيد الحريديم التي خلقت انقساما بين المؤسسة الأمنية والسياسية في الكيان، حتى انتقل وباء الانقسام إلى داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، على خلفية اقتحام قاعدة سدي تيمان العسكرية بصحراء النقب.
مئات المستوطنين المتطرفين من أقصى اليمين، اقتحموا برفقة العشرات من جنود الاحتياط معسكر الاعتقال في القاعدة، بعد توقيف الشرطة العسكرية تسعة جنود احتياط، للتحقيق معهم بتهمة الاعتداء الجنسي والتعذيب بحق عدد من الأسرى الفلسطينيين. وبعد نقل الجنود إلى قاعدة بيت ليد شمال تل أبيب لاستكمال التحقيقات، اقتحم المستوطنون القاعدة الجديدة. ما دفع الجيش لاستدعاء كتيبتين من لواء ناحل العاملة في قطاع غزة، لتأمين القاعدة.
أحداث الليلة الماضية كان وقعها وتأثيرها كبيرين على المستوى الداخلي والأمني على الخصوص، حيث وصفها الجيش الاسرائيلي بأنها ضربة لأمن الكيان، وتسببت بإلغاء مشاورات هامة بشأن الشمال؛ فيما علق الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال اللواء يسرائيل زيف، بأن قلقه ليس فقط من حل الجيش بل من حل دولة إسرائيل وفق تعبيره؛ قلق لم تخفيه صحيفة ‘معاريف’ التي نقلت عن محللين أن أحداث ليلة أمس هي بداية النهاية لدولة إسرائيل، المحللون رأوا أن الكيان ليست على حافة الفوضى، بل هو في حالة من الفوضى، وأن مقاطع اقتحام الإسرائيليين بوابات القواعد العسكرية هي رمز لتفكك المجتمع.
تداعيات الليلة الماضية لم تكن منحصرة في الداخل الاسرائيلي أو في الإطار الأمني، بل تجاوزت ذلك لتلقي بظلالها على الاقتصاد الاسرائيلي المتداعي بفعل الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على موانئ الكيان؛ وسائل الإعلام الإسرائيلية، أشارت إلى إلغاء كبرى شركات الطيران العالمي رحلاتها من وإلى تل ابيب بسبب التوترات الأمنية، وسط توقعات باتساع قائمة الشركات التي قد تتخذ مثل هذا القرار.