أصبح “أنصار الله” اليمنية تمتلك قدرات كبيرة في مجال الطائرات المسيرة العسكرية، مكنتها من توجيه ضربات موجعة للسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والمناطق المحيطة بها.
ومع استمرار دعمها للفصائل الفلسطينية في غزة ضد ، تواصل “أنصار الله” إطلاق طائراتها المسيرة باتجاه المدن الإسرائيلية، التي كان آخرها استهداف تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، بطائرة مسيرة لم تتمكن وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية من التصدي لها.
منطقة يافا في تل أبيب، إسرائيل – سبوتنيك عربي, 1920, 19.07.2024
ووصف تقرير نشرته “سبوتنيك”، النسخة الإنجليزية، أسطول الطائرات المسيرة التابع لـ”أنصار الله” اليمنية بـ”الذراع الطويلة”، الذي تستخدمه الجماعة في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وميناء إيلات ومناطق أخرى.
وخلال هجوم الجمعة الماضي، تمكنت طائرة مسيرة تابعة لـ”أنصار الله” ذات حجم كبير من الوصول إلى هدف في قلب تل أبيب يقع على بعد 100 متر من السفارة الأمريكية في إسرائيل.
وقالت “أنصار الله” إن العملية تم تنفيذها باستخدام طائرة مسيرة من طراز “يافا”، وهي نوع غير معروف من المسيرات التي تستخدمها الجماعة، وهي بعيدة المدى ولديها القدرة على التخفي من الرادارات، بينما قالت إسرائيل إنها تعتقد أن الطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم هي نسخة مطورة من مسيرة “صماد – 3″، التي يتراوح مداها بين 1500 و1800 كيلومتر ويمكنها الانطلاق بسرعة تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة.
بتكلفة زهيدة.. “حماس” و”أنصار الله” تكتبان نهاية استراتيجيات الغرب العسكرية في إسرائيل والبحر الأحمر
ولفت التقرير إلى أن المسافة بين مناطق سيطرة “أنصار الله” وإسرائيل تصل إلى ألفي كيلومترا، وهو ما يعني أن الطائرة المسيرة المستخدمة إما أن تكون نسخة مطورة من “صماد – 3” أو تكون من طراز آخر مختلف عنها تماما.
عائلة مسيرات “صماد” هي مسيرات تجسس هجومية تشمل الأنواع المعروفة منها ما يلي:
“صماد – 1″: مخصصة للاستطلاع بجناحين يصل طولهما إلى 3.5 متر ومدى 500 كلم.
“صماد – 3″: مخصصة للمهام الهجومية بجناحين يصل طولهما لـ 4.5 متر ومداها يصل لـ1800 كيلومتر.
“صماد – 4″: مخصصة للمهام الهجومية بجناحين يصل طولهما لـ 5 متر ويتجاوز مداها ألفي كيلومتر.
ولفت التقرير إلى أن “صماد – 4” يمكن تسليحها بقنبلتين موجهتين بحمولة قصوى تصل لـ 50 كيلوغراما.
وتمتلك “أنصار الله” أنواع أخرى من الطائرات المسيرة تشمل عائلة “قاصف”، التي يمكنها التحليق لساعتين متواصلتين على ارتفاع 3 آلاف متر، وهي المسيرات التي تستخدمها الجماعة بكثافة ضد السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر.
“قاصف – 1″: طائرة مسيرة انتحارية يمكن تزويدها بحمولة انفجارية تصل لـ 30 كغ.
“قاصف – 2 كيه”: طائرة مسيرة انتحارية بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 كلم.
صاروخ إيراني أرشيف – سبوتنيك عربي, 1920, 30.05.2024
بعد تقارير حصول “أنصار الله” على تكنولوجيا تصنيعه… ما هي قدرات صاروخ “قدر – 1” الإيراني؟
مسيرات “واعد“
تصنف “واعد” ضمن الطائرات المسيرة الهجومية التي يمكنها مراقبة الهدف قبل الانقضاض عليه، وهي تشبه مسيرة “شهيد – 136” الإيرانية، التي يصل طول جناحيها لـ2.5 متر ووزنها 200 كيلوغرام، برأس حربي وزنه 50 كيلوغراما وسرعة تحليق تصل لـ185 كلم/ ساعة.
تضم مسيرات “خاطف” طرازين وهي طائرات مسيرة يصل مداها إلى عشرات الكيلومترات ويمكن أن تصل حمولتها التفجيرية لـ10 كيلوغرامات.
“خاطف – 1″: ظهرت عام 2021 وشكل الذيل على شكل حرف “في” بالإنجليزية.
“خاطف – 2″: ظهرت عام 2022، وشكل الذيل على شكل حرف “إكس“.
وتمتلك “أنصار الله” طائرات “مرصاد” المسيرة، التي يقول التقرير إنها تمثل نسخة من الطائرات المسيرة الأمريكية “آي كيو – 21″، ويصل طولها لـ2.5 متر والمسافة بين طرفي الجناحين 4.9 متر ووزنها 37 كيلوغراما، ومداها 93 كيلومترا ويمكنها التحليق بسرعة تصل إلى 170 كلم/ ساعة، ويوجد منها نسختان هما “مرصاد – 1” و”مرصاد – 2“.
كما طورت “أنصار الله” طائرات مسيرة تحمل اسم “رقيب” تمثل نسخة تم تطويرها بالهندسة العكسية من طائرات “آر كيو – 11” المسيرة الأمريكية، التي من المفترض أن اليمن اشتراها قبل عام 2014، ويصل طولها لـ91 سنتيمترا ووزنها 1.9 كيلوغراما وطول جناحيها 1.37 متر ويصل مداها لـ10 كيلومترات بسرعة تحليق تصل لـ30 كلم/ ساعة.
ويشير التقرير إلى أن نسخة “أنصار الله” من هذه المسيرة يصل مداها لـ15 كلم، ويمكنها مواصلة التحليق لمدة 98 دقيقة.
تداعيات قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لميناء الحديدة في اليمن – سبوتنيك عربي, 1920, 22.07.2024
“أنصار الله”: الرد على هجمات إسرائيل لن يتأخر والأيام المقبلة ستحمل مفاجآت
“أنصار الله” والعدو الصهيوني
وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد أكد أن “المقاتلات الإسرائيلية شنّت غارات استهدفت أهدافا لنظام الحوثي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن”، وادعى أفيخاي أن “الغارات جاءت ردًّا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة“.
وفي وقت سابق أوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أنه “منذ بداية الحرب على قطاع غزة، اختارت إسرائيل عدم الرد على هجمات الحوثيين الذين أطلقوا نحو 200 طائرة مسيرة وصاروخ كروز باتجاهها إيلات وضد تحرك السفن نحو الموانئ في إسرائيل“.
طائرة مسيرة – سبوتنيك عربي, 1920, 22.07.2024
ونقلت القناة على موقعها الإلكتروني عن مصادر أمنية إسرائيلية بعد هجوم جماعة “أنصار الله” اليمنية بطائرة دون طيار، يوم الجمعة، على مدينة تل أبيب، ومقتل وإصابة 9 إسرائيليين، أنه “يجب تغيير المعادلة والرد“.
ويتوافق ذلك مع ما أصدرته القوات المسلحة اليمنية التابعة لـ”انصار الله”، يوم الجمعة، من بيان بشأن عملية استهداف موقع مهم في تل أبيب، وذلك من خلال طائرة مسيرة يمنية محلية الصنع.
وألقى المتحدث باسم القوات اليمنية التابعة لـ”أنصار الله” يحيى السريع، البيان وجاء فيه: “بعون الله تعالى تم تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة، وتم تنفيذ العملية بطائرة مسيرة جديدة اسمها “يافا” قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو وحققت أهدافها بنجاح“.