رغم مرور أكثر من أربعة عقود على انبثاق فكرة مشروع مد أنبوب لنقل النفط من محافظة البصرة أقصى جنوب العراق إلى ميناء العقبة الأردني وعلى مدار هذه العقود واجه هذا المشروع العديد من الرفض الا ان هناك حملات إعلامية ضخمة تظهر بين الحين والاخر تقوم بها العديد من الجهات المستفيدة من هذا المشروع لتلميع صورته ولتنفيذ الاجندات الأمريكية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
هذا المشروع عده كثيرون بانه قرار سياسي تشوبه الكثير من علامات الاستفهام وسيسهم بزيادة اقتصاد الكيان الصهيوني بينما العراق لن يستفيد شيئا على الرغم من تحمله كلفة الانشاء.
وبالحديث عن هذا الملف اتهم النائب ياسر الحسيني الحكومة العراقية بتزييف الحقائق فيما يخص مشروع انبوب العقبة الذي عده مشروعا سياسيا بحتا.
ويقول ان “الحكومة العراقية غشت الشعب العراقي بهذا المشروع وزيفت الحقائق فيما يخص جدواه وابتعدت عن الواقع الاقتصادي” مشيرا الى ان “هذا المشروع سيجر العراق نحو القبول بشروط الكيان الصهيوني واولها التطبيع“.
ويضيف ان “هذا المشروع بدون أي جدوى اقتصادية وإذا استمرت الحكومة بالمضي به سيكون وصمة عار في تاريخها” لافتا الى ان “هذا الانبوب يعد مشروعا سياسيا سيستغله الكيان الصهيوني لفرض سياساته على العراق“.
ويبين ان “هناك العديد من الإملاءات الدولية وعلى راسها أمريكا لتنفيذ هذا المشروع ويجب عدم الخضوع لها” موضحا ان “بعض الدول تسعى بكل الطرق لإنشائه لغرض الحصول على نفط العراق بأسعار بخسة“.
الى ذلك دعا الخبير النفطي حمزة الجواهري، مجلس النواب الى التحرك نحو الغاء مد مشروع أنبوب البصرة ـ العقبة، فيما اكد ان تنفيذ المشروع من الحكومة قد يتم بظل ضغوط الولايات المتحدة الامريكية.
ويقول الجواهري إن “المشروع عبارة عن حصان طروادة للتطبيع مع الكيان الصهيوني”، مشيرا الى ان “الرفض الشعبي والسياسية لتنفيذ المشروع يجب ان يأخذ بعين الاعتبار من الحكومة الحالية “.
ويتابع، ان” مد أنبوب نفط البصرة ـ العقبة وملحقاته من مشاريع يكلف العراق 28 مليار دولار”، لافتا الى ان ” العراق سيتحمل كل أنواع المخاطر للمشروع خصوصا وأن الخط يمر من خلال وادي حوران الذي يعتبر الملاذ الأمن لعشرة آلاف مقاتل من داعش“.
ويضيف، ان “المشروع سيثبت بيع سعر النفط الحالي الذي يباع للاردن بسعر ناقص عشرة دولار عن السعر العالمي”، مردفا ان “جميع كلف بناء الخط يدفعها العراق وكذلك كلف التشغيل للخط، ويتحمل كلفة مرور النفط عبر الاردن بواقع دولارين وسبعين سنتا لكل برميل“.
ويتم الجواهري حديثه: ان “النفط عندما ينقل من ميناء العقبة فإنه سيكون في مياه تسيطر عليها إسرائيل بالكامل”، مؤكدا ان ” مجلس النواب الى التحرك نحو الغاء مد مشروع أنبوب البصرة ـ العقبة“.
ورفضت جميع الأوساط الشعبية والسياسية والنيابية قرار الحكومة بمد أنبوب العقبة لما فيه من شبهات عديدة، فضلا عن عدم وجود جدوى اقتصادية من المشروع.