تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء الملف الرئاسي المُرتقب تفعيله مع بداية شهر أيلول/سبتمبر القادم، حيث سيحضر الموفد الرئاسي جان ايف لودريان إلى لبنان لاطلاق حوار بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، وذلك لتضييق مسافة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس المقبل وبرنامج عمله.
كتبت صحيفة الجمهورية على باب الشهر الحادي عشر من الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتوسّل اللبنانيون جواباً عن سؤال يؤرقهم: ماذا يخبّىء شهر أيلول؟ وهل يمكن ان يحمل معه الترياق لهذا البلد المسموم في كلّ مفاصله، والدواء الشافي من هذا الاكتئاب الضارب جموع اللبنانيين؟
الحدث المنتظر في أيلول، هو الحوار الرئاسي الذي يسعى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى اطلاقه بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، كفرصة اخيرة للبنانيين لترتيب بيتهم الداخلي، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية.
واللبنانيون يريدون ان يأتيهم جواب صادق وصريح لطالما انتظروه، يزفّ اليهم البشرى بأنّ لحظة الفرج قد دنت. لكن الحلم والتمني شيء والواقع شيء آخر فكل المؤشرات السابقة لهذا الحوار لا تَشي بأي بشرى سارة.
على طريق الفرصة الاخيرة، سيصل الموفد الفرنسي قريباً الى بيروت في زيارة ثالثة خلال ثلاثة اشهر، لعل الثالثة تكون ثابتة، ولكنّه سيحطّ على ارض يابسة سياسيا، يعرفها جيدا، وعلى ما تقول مصادر فرنسية مواكبة فإنه يدرك سلفا انه في هذه التجربة يخوض الصّعب، مع حقل واسع من التناقضات والانقسامات التي ساهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع انتخاب رئيس الجمهورية منذ ما يقارب السنة.
و علمت صحيفة البناء أن مبعوث الرئاسة الفرنسية جون إيف لودريان سيزور لبنان بعد منتصف الشهر المقبل بعد انقضاء إجازته في مطلع أيلول على أن يجري مروحة اتصالات ومشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسية، ثم مع بعض المرجعيات اللبنانية للتمهيد للزيارة ويقرر بناء عليها الخطوات المقبلة، مرجحة أن يعقد لودريان جولة حوار مع القوى السياسية بمن حضر في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، على أن يحمّل القوى المعارضة للحوار المسؤولية.
أما الهدف من الحوار فهو وفق المصادر لتقريب وجهات النظر وتضييق مسافة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس المقبل وبرنامج عمله”. ولفتت المصادر إلى أن مقاطعة فريق أو اثنين لن تثني لودريان عن إلغاء الحوار، بل إن الفرنسيين أكدوا خلال اتصالات مع بعض الأطراف الداخلية استمرارهم بالدور الذي يقومون به للتوفيق بين الأطراف اللبنانية والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على وضع خريطة طريق للخروج من نفق الأزمات القائمة”، كما حذّر الفرنسيون من أن التأخير بانتخاب الرئيس سيؤدي الى تفاقم الأزمات والمزيد من الانهيارات والفوضى.
في المقابل، أشارت مصادر المعارضة إلى أننا لن نشارك في الحوار الذي سيدعو إليه لودريان. وجدّدت التأكيد على أن أيّ حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون مجدياً وسيقيد الرئيس المقبل بجملة شروط، لافتة الى أن الحوار يجب أن يكون برئاسة رئيس الجمهورية ويتركز على سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية.
أما أوساط فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله فـكررت التأكيد على الانفتاح على الحوار لتذليل العقد أمام انتخاب رئيس، لكن بعض أعضاء اللجنة الخماسية فرمل المبادرة الفرنسية وطوّقها بمطالب تعجيزية، بموازاة فريق داخلي يعطل الاستحقاق من خلال شروط لوضع العصي في الدواليب خدمة لمصالح شخصية وأهداف خارجية”. وجزمت الأوساط بأننا لن نقبل برئيس للجمهورية يفرط بالإنجازات الوطنية أو يقدم للعدو الإسرائيلي هدايا مجانية وما عجز عن تحقيقه في عدوان تموز 2006.